ويكرر أثناغورس موقفه من الثالوث لاحقا في "احتجاجه"، إذ يقول: "نتكلم عن الله وعن الابن كلمته وعن الروح القدس"، ويقول: "الأب والابن والروح القدس جميعهم متحدون في القوة". أما إيرينايوس الذي من ليونز lionz فيكتب في مؤلفه "ضد الهرطقات" في أواخر القرن الثاني، فيقول: "المسيح يسوع ربنا والله والمخلص والملك حسب مسرة الأب غير المنظور". وفي زمن قريب من ذلك يحاجج ترتليانوس بأن الأب والابن والروح القدس هم إله واحد في مؤلفه "ضد برخياس". ويؤكد مسيحيون آخرون من القرون الأولى إيمانهم بعقيدة الثالوث بمن فيهم أوريجانوس (185 - 254 م)، ونوفاتيانوس الروماني (منتصف القرن الثالث). ثانياً: الأدلة الكتابية الداعمة لعقيدة الثالوث يعترف الكتاب المقدس بالثالوث على أنه الله، إذ يقول مزمور (89: 26) ما يلي: "هو يدعوني أبي أنت، إلهي وصخرة خلاصي". ويكتب الرسول بطرس في رسالته الأولى قائلاً: "المختارون بحسب علم الله الأب السابق" (بطرس الأولى 1: 2 أنظر أيضاً متى 6: 9 و7: 11 رومية 8: 15 وبطرس الأولى 1: 17). والكتاب المقدس يدعو يسوع (الابن) الله، فيوحنا (1: 1) يقول لنا إن يسوع هو الله في ما يلي: "في البدء كان الكلمة والكلمة كان الله".
ليست القاعدة أن تكون هذه الحمولة ثقيلة وجارحة لتلك العين الشفافة والعاكسة لكل الألوان، أحيانا ترتمي على سطحها الشفاف غشقة صغيرة من قلب الغيم الأزرق الواعد بكل جمال، فسرعان ما تحتويها حتى العمق منها، فلا تغادرها أبدا، وتظل تمطر في داخلها كلما اشتدت مواسم الجدب، تقاوم التصحر، وتطهر الجروح مهما كبرت، فعيون القلوب الطاهرة بيئة منتجة للحياة، جاذبة لكل أشكالها، لكن الجروح حين تتعفن تموت بها قطع من الروح، فلا تعود قابلة للحياة، ولا يعود العلاج لها ممكنا. عين الجسد وعين العقل أرشيف جامد لتاريخ وجودنا، بل لكينونات وجودنا باختلاف أشكالها، لكن عيون القلب مسرح حي لتلك الكينونات الوجودية، وبيئة خصبة لإبداع أشكال جديدة فريدة من الوجود غير قابلة للتوقع ولا للتكرار. تنام عين الجسد وتنام معها عين العقل لكن عيون القلب لا تنام. "عيون القلب سهرانة" أفكر أن أجعلها فاتحة لقصيدة جديدة أهدهد بها قلبي لا لتنام عيونه، بل لتفتح مصراعيها على الحياة، تتلمس نبض الوجود وتبتذل مذاق الموت الكامن في مواضع منها. حين تحول الفراش إلى كومة أشواك، عرفت أنه حان وقت الكتابة، لو جربت أن تكتب بعيون قلبك، ستكتشف أن حروفك تخونك باحتراف، فلم يحدث ولو مرة واحدة أن احتفظت بشكلها مسافة السرير إلى المكتب، لكني أمنحها حق التصرف بوجودي تماما، ففيها أكون أنا، وبواسطتها وحدها أعرف ذاتي وماذا أريد، بل أكتشفن لأنها لا تفصح عن نفسها بمجانية أبدا.
محمد سعيد السبت 21 أبريل 2018 - 01:08 من الأمور الصعب مناقشتها مع بعض الأطراف غير الحاملة لثقافة دينية وغير المطلعة على الفكر المسيحي ولاهوته معنى الثالوث المسيحي وتعريفه، فماذا نعرف عن الثالوث المسيحي؟. تعلن الكنيسة الكاثوليكية: "الثالوث هو التعبير المستعمل للدلالة على العقيدة المركزية للمسيحية.. "، وهكذا بكلمات القانون الأثناسيوسي (نسبة إلى أثناسيوس): الأب هو الله، الابن هو الله، الروح القدس هو الله؛ مع ذلك ليس هناك ثلاثة آلهة، بل إله واحد، فهذه الأقانيم الثلاثة (الأب، الإبن، الروح القدس) سرميدية ومتساوية معا، تكون كلها على نحو متماثل غير مخلوقة وقادرة على كل شيء؛ فكل الكنائس في العالم تتفق على ذلك؛ والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية تدعو كذلك الثالوث العقيدة الرئيسية للمسيحية؛ فالمسيحيون هم أولئك الذين يقبلون المسيح بصفته الله، ففي كتاب الإيمان المسيحي الأرثوذكسي تعلن الكنيسة نفسها "الله ثالوث.. الأب هو الله كليا، الابن هو الله كليا، الروح القدس هو الله كليا". هذا هو تعليم الكتاب المقدس، والمسيحية عموما تنادي بأن الأقانيم الثلاثة إله واحد. كما ورد في قول المسيح "و عمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس" (متى 28:19) حيث قال باسم ولم يقل بأسماء.