آخر تحديث: الأحد 26 ربيع الأول 1441 هـ - 24 نوفمبر 2019 KSA 12:56 - GMT 09:56 تارخ النشر: الأحد 26 ربيع الأول 1441 هـ - 24 نوفمبر 2019 KSA 11:20 - GMT 08:20 To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading your web browser تشهد السوق العقارية السعودية أكثر من 120 ألف وحدة سكنية قيد البناء في المملكة، بنظام البيع على الخارطة، ما يطرح السؤال عن الضمانات المتوفرة لإنجازها في المواعيد المحددة. إذ تعم مشاريع البيع على الخارطة المدن السعودية، 69 مشروعاً مطروحة للتسويق، بالشراكة بين وزارة الإسكان والقطاع الخاص، من بينها 56 مشروعاً تنفيذها بالفعل، تتضمن 125 ألف وحدة. فما الذي يضمن تنفيذ هذا العدد الهائل في المواعيد المحددة خلال 3 سنوات؟ التحدي ليس سهلاً لقطاع حديث النشأة في السعودية. ولمواجهته كان لا بد من إيجاد منظومة من التشريعات والضمانات. يتمثل العنصر الأهم في المنظومة ببرنامج وافي، الذي يتولى تنظيم نشاط البيع أو تأجير الوحدات العقارية قبل وأثناء مرحلة التطوير والبناء. إذ يتأكد "وافي" بداية من أهلية الشركة المطوِرة وقدرتها على تنفيذ المشروع، ليمنحها الترخيص للبيع على الخارطة.
وبالتالي فإن البيع على الخريطة يساهم بقوة في تحفيض تكاليف بيع الوحدات السكنية، ويسهم بشدة في عدم توجه المستهلكين للاقتراض لاقتناء الوحدة. والبيع على الخريطة تتلاقي فيه مصالح البائع والمشتري، عندما لا يكون المشتري في حاجة لامتلاك الوحدة فورا وعندما لا يمتلك السيولة الفورية الحاضرة لسداد القيمة بالكامل، وأيضا مصالح البائع عندما لا يمتلك سيولة تمكنه من البناء والتشييد ثم البيع. مخاطر عدم تماثل الوحدة مع المجسم الخطر الأول الذي يحوم حول الشراء على الخريطة هو عدم مطابقة الوحدة أو العقار المشترى لما تم رؤيته على الخريطة أو على المجسمات.. وهنا يكون المستهلك قد سدد العربون أو المقدم أيا كانت نسبته، فضلا عن تسديد عدد من الأقساط قد يحرص البائع على الخريطة أن تتجاوز نصف عدد الأقساط، وبالتالي يكون البائع في الحقيقة قد حصل على قيمة تتجاوز نصف قيمة البيع.. وهنا قد تحدث المفاجآت نتيجة اعتقاد المستهلك بأن هذه الوحدة أو هذا المنزل لا يمثل الصورة التي اعتقدها نتيجة رؤية الخريطة أو المجسم. وعندها يحدث جدال كبير نتيجة عدم تطابق المفاهيم أو الاعتقادات حول الشكل الحقيقي للمجسم بين البائع والمشتري. الشراء على الخريطة من بلد آخر أحد أهم أسباب الشراء على الخريطة يتمثل في بعد منطقة إقامة المستهلك عن منطقة المشروع، فكثيرا ما يتم بيع وحدات في دبي أو القاهرة أو البحرين من مقر إقامة المستهلك بالرياض مثلا.. فالشراء هنا على الخريطة نظرا لضرورة.. نظرا لتباعد المسافة.. ولا ينصح بالشراء مطلقاً إلا إذا وجدت الثقة في البائع وفيما يعرضه من مجسمات.
وخلال البناء، ينفذ البرنامج زيارات ميدانية للتأكد من نسب الإنجاز ومدى الالتزام بالجدول الزمني للتنفيذ. كما يقدم برنامج شراكات قروضاً للمطورين للتسريع بإنجاز البنية التحتية للمشاريع المؤهلة، من دون انتظار اكتمال تسويق المشروع. وتطبق على المطورين المخالفين إجراءات تصل في أقصى الحالات إلى إيقاف المشروع وطرحه على مطورين آخرين بشرط الالتزام بموعد التسليم. ومن الضمانات إيداع دفعات المشترين في حسابات ضمان، للتأكد من استخدامها لاستكمال المشروع. تبقى مشاريع البيع على الخارطة جديدة على ثقافة الإسكان في السعودية، لكنها تأخذ حصة متزايدة من عمليات التملك الجديدة، ما يجعلها واحدة من الأدوات الرئيسية لتحقيق هدف رؤية 2030 برفع نسبة التملك إلى 70%.